أطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخميس، سراح الصحفي البريطاني بول مارتن، الذي كان قد تعرض للاعتقال قبل شهر في قطاع غزة، وفقاً لما أكد مكتب الشؤون الخارجية التابع للحكومة البريطانية، فيما أعلن محاميه أن الإفراج عن موكله تم دون توجيه أية اتهامات إليه.
وتم نقل مارتن على الفور إلى مقر القنصلية البريطانية في القدس، بحسب المكتب الحكومي، كما أعربت أسرته عن أملها في أن يعود إلى لندن خلال اليومين القادمين.
وقال أحمد يوسف، مستشار الحكومة "المقالة"، والتي يترأسها القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، إن قرار الإفراج عن مارتن جاء كبادرة "حسن نية"، مشيراً إلى أن القرار جاء أيضاً استجابة لنداءات العديد من المشرعين، وأجهزة الإعلام، بالإضافة إلى القس الجنوب أفريقي ديزموند توتو، لإطلاق سراح الصحفي البريطاني.
وكان مارتن، والذي يعمل بإنتاج الأفلام التسجيلية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وشبكة INT، وشبكات تلفزيونية أخرى، ومراسل لصحيفة "التايمز" البريطانية، قد أُلقي القبض عليه في 14 فبراير/ شباط الماضي، أثناء تواجده في قطاع غزة، بعد اشتباه حماس في أنه يقوم بـ"أعمال تجسس" لصالح إسرائيل.
وأمرت السلطات القضائية في قطاع غزة، الذي يخضع لسيطرة حماس، بحبس مارتن لمدة 15 يوماً، ثم مددت حبسه لأسبوعين آخرين مطلع الشهر الجاري، قبل أن تقرر إطلاق سراحه الخميس.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون في حماس إن اعتقال مارتن جاء على خلفية تقارير أشارت إلى أنه على اتصال مع قيادات بحركة "فتح"، التي يتزعمها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، والتي تتهمها حماس بـ"التعاون" مع إسرائيل.
إلا أن يوسف أكد أن حماس لم يكن لديها الأدلة الكافية لإدانة الصحفي البريطاني، الذي يحمل أيضاً جنسية جنوب أفريقيا، ولكن الحركة الفلسطينية أعلنت مارتن "شخصاً غير مرغوب فيه"، الأمر الذي يشكل "خطراً" عليه في حالة عودته إلى غزة.
من جانبها، قالت آنا، زوجة مارتن، إن الأسرة "فرحت بشدة" بقرار الإفراج عن زوجها، وقالت في بيان مكتوب: "بول صحفي محترف ولديه خبرة طويلة في العمل كمراسل أجنبي تصل إلى 30 عاماً."
ورغم أن عمليات اختطاف صحفيين أجانب تكررت أكثر من مرة في قطاع غزة، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها القبض على صحفي أجنبي منذ سيطرة حماس على القطاع الفلسطيني عام 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق